القائمة الرئيسية

الصفحات

الحنظل: رغم المرارة الشديدة لكن مليء بالأسرار الصحية والطبية

 



 

يُعد الحنظل – الذي يُعرف أحيانًا بالتفاح المر أو العلقم – من النباتات الصحراوية العريقة في الاستخدام الطبي الشعبي منذ قرون. على الرغم من طعمه القاسي ومرارته اللافتة، إلّا أن الأبحاث الحديثة بدأت تفكّ أسراره وتؤكد بعض فوائده الطبية المحتملة، لكنها أيضًا تكشف سمّيته عند الاستخدام الخاطئ. في هذا المقال، نستعرض علميًا ما تم التوصل إليه في العقد الأخير حول الحنظل: الفوائد، المكونات الفعّالة، المخاطر، الاستخدام الآمن، والأسئلة التي يطرحها الناس غالبًا.

ما هو الحنظل؟


الاسم العلمي: Citrullus colocynthis 

الانتماء النباتي: ينتمي إلى عائلة القرعيات Cucurbitaceae 


البيئة والتوزّع: ينمو في المناطق الجافة والصحراوية الرملية في شمال أفريقيا، الشرق الأوسط، الهند، وأجزاء من آسيا 

المظهر: نبات زاحف مع كروم يمكن أن تمتد عدة أمتار، أوراق مقسمة وزهور صفراء، وثمار كروية خضراء تتحوّل إلى اللون الأصفر عند النضج. اللب الداخلي جاف مرّ جدًا والبذور كثيرة. 

المكونات الغذائية والكيميائية: يُحتسب أن البذور تحتوي على نسبة الدهون والبروتينات والمعادن، أما الفاكهة فتضم مركبات نباتية مثل الفلافونويدات، التانينات، الجليكوسيدات، القلويدات، ومركبات الكوكوربيتاسين (cucurbitacins) السامة نوعًا ما. 


الأبحاث الحديثة: الفوائد المدعومة علميًا


إليك أبرز النتائج والتطورات البحثية التي تم نشرها خلال السنوات الأخيرة:

  • خفض السكر / التأثير المضاد للسكري

دراسة سريرية على مرضى السكري من النوع الثاني أظهرت أن تناول مستخلص فاكهة الحنظل أدّى إلى انخفاض في مستوى السكر (FBS) وHbA1c، مع تحسّن طفيف في المؤشرات الدهنية. 

في تجارب على حيوانات، مستخلصات مائية أو إيثانولية عند جرعة 300 ملغ/كغ أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في سكر الدم مقارنة بالمجموعات الضابطة. 


  • النشاط المضاد للسرطان / السمية الانتقائية للخلايا

زيت الحنظل أظهر تأثيرًا مميتًا (cytotoxic) على خلايا سرطانية في الرئة (A549) بدون إحداث ضرر كبير للخلايا الطبيعية، مما يفتح آفاقًا لعلاج بالاعتماد على النباتات. 

المستخلص الميثانولي للفاكهة أظهر تأثيرات على التعبير الجيني للعوامل المرتبطة بالموت المبرمج (مثل Bcl-2 و Bax) في خلايا سرطان الثدي. 

في خلايا سرطانية للبنكرياس والجلد، استخدم مستخلص الإيثيل أسيتات (EtOAc) من الحنظل بفعالية على هذه الخلايا مع تأثير محدود على الخلايا الطبيعية، مما يبيّن انتقائية علاجية المحتملة.

 

 

التأثير على ضغط الدم ومضاد أكسدة

دراسات حديثة على الفصائل الغنية بالفينولات من الحنظل أظهرت أنها تُحسِّن خصائص الأكسدة في الأنسجة وتقلل من الجذور الحرة، مما يدعم حماية الخلايا من الضرر التأكسدي. 

تجربة على الفئران ذات ارتفاع ضغط الدم استخدمت الجزء الغني بالفينولات من الحنظل وأظهرت قدرة على خفض الضغط عن طريق آليات مضادة للأكسدة. 


مكافحة الالتهاب وأمراض الجلد

في تجربة حديثة، استخدمت خلاصة الحنظل محمّلة على جزيئات أكسيد الزنك (ZnONPs) لعلاج التهاب جلدي ناتج عن مادة كيميائية، ووجدوا أن مزيج الحنظل مع ZnONPs قلّل من المؤشرات الالتهابية مثل TNF-α وIL-1β ومحفّزات NF-κB. 

مستخلصات الحنضل أظهرت فعالية في تثبيط نمو البكتيريا Streptococcus mutans والفطريات Candida albicans، مما يلمّح إلى دور محتمل في الصحة الفموية. 


تنظيم المناعة وتثبيط تكاثر خلايا المناعة

دراسات حديثة بحثت في الأثر المضاد للتكاثر لمركبات الكوكوربيتاسين المعزولة من الحنظل على خلايا T اللمفاوية البشرية، مما يطرح محاور جديدة لاستخدام الحنظل كمعدّل للمناعة. 


فوائد الحنظل المقترحة 

بناءً على الاستخدامات التقليدية والمدعومة جزئيًا بالأبحاث:

  1. خافض للسكر، وقد يكون مفيدًا كعلاج تكميلي لمرضى السكري
  2. دعم ضد بعض أنواع السرطان
  3. مضاد أكسدة ومقلّل للالتهابات
  4. مفيد في بعض اضطرابات الجلد والتهابات الجلد
  5. قد يساعد في تنظيم ضغط الدم ومحاربة الإجهاد التأكسدي
  6. استخدام خارجي لمعالجة التقرحات أو الالتهابات الجلدية (بحذر)


الأضرار والمخاطر

كما أن للفوائد حدودًا كبيرة، فإن الحنظل يحمل مخاطرة عالية إذا أُسيء استخدامه:


السمية الهضمية الشديدة: يمكن أن يؤدي الاستخدام الداخلي بجرعات كبيرة إلى إسهال حاد، غثيان، تقلّصات معوية، وحتى نزيف معوي.


تأثيرات على الأعضاء الداخلية: باستخدام مبالغ كبيرة قد يؤثر على وظائف الكبد والكلى.


التداخلات الدوائية: قد يُقلل السكر في الدم بالتزامن مع أدوية خافضة للسكر ويُحدث هبوطًا حادًا.


الحوامل والمرضعات: لا يُنصح باستخدام الحنظل في فترة الحمل أو الرضاعة لأنه قد يُحفّز تقلصات الرحم أو يضر الجنين.


الحالات الصحية الخاصة: من لديهم أمراض معوية، قرحة، أو ضعف في وظائف الكبد/الكلى، يجب الحذر الشديد أو تجنّب الاستخدام.


كيفية استخدام الحنظل بأمان: إرشادات عامة


  • يجب استشارة الطبيب أو خبير أعشاب قبل استخدامه، خاصة إذا كنت تستخدم أدوية أخرى.
  • البدء بجرعة منخفضة جدًا وتجنب الاستخدام المطوّل دون مراقبة.

  • إذا استُعمل داخليًا، يُفضل استخدام مستخلص محكّم وليس الفاكهة الكاملة المرّة أو القشرة.
  • عند الاستخدام الخارجي، يُختبر على منطقة صغيرة أولًا لتجنب تحسّس الجلد.

  • لا يُستخدم للأطفال أو الحوامل إلا بإشراف طبي صارم.


الأسئلة الشائعة (FAQs)


1. هل الحنظل مفيد لمرض السكري؟

بعض الدراسات أظهرت أنه يساهم في خفض سكر الدم وHbA1c، لكن الاستخدام الآمن يتطلب مراقبة طبية لأن الجرعة غير المضبوطة قد تسبب انخفاضًا مفرطًا في السكر. 


2. هل يمكن أن يُستخدم الحنظل لعلاج السرطان؟

أبحاث أولية تشير إلى أن مستخلصات الحنظل يمكن أن تُحدث تأثيرًا مميتًا على خلايا سرطانية دون إضرار كبيرة بالخلايا السليمة، مع آليات مثل تحفيز الموت المبرمج (apoptosis). لكن هذه الأبحاث في المرحلة المختبرية وتحتاج دراسات بشرية موسّعة. 


3. ما هي الجرعة الآمنة من الحنظل؟

لا توجد جرعة قياسية عالمية؛ الدراسات غالبًا تستخدم مستخلصات بأوزان دقيقة (مثل 300 mg/kg في الحيوانات). يجب توخي الحذر الشديد والاعتماد على توصية مختص. 


4. هل يمكن استعمال الحنظل موضعيًا على الجلد؟

نعم، بعض الدراسات استخدمت مستخلص الحنظل على الجلد لعلاج الالتهابات الجلدية، خصوصًا عند تحميله بجزيئات مثل ZnONPs، وأشارت إلى تقليل الالتهاب وتحسين الأنسجة. 


5. هل الحنظل آمن للاستخدام اليومي؟

لا، الاستخدام اليومي لفترات طويلة يحمل مخاطر كبيرة. يُفضل استخدامه لفترات محدودة وبجرعات منخفضة وتحت إشراف طبي.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات